الخميس، 4 ديسمبر 2014

قصتي

 أبداً لم يـكن اختيار أو قرار فأنا خلقت هكذا نعم شخص مختلف منذ الطفولة املك جسد يخالف تصرفاتي وميولي واتجاهاتي . بدأت رحلة العذاب منذ الصغر ولم أدرك معني الاختلاف والألم إلا بعد مرحلة البلوغ حيث المعاناة الكبرى كيف أواجه مجتمع ذكوري وعنصري وجاهل بوضعي ( رجل في جسد فتاه ) فأنا أعيش يأس وإحباط
البداية كانت من المنزل ومنذ الطفولة في حين كان عمري لا يتعدى ال 6 سنوات كل أصدقائي كانوا من الأطفال الذكور وكنت أفضل الألعاب التي تحمل طابع ذكوري فكنت أري أن وجودي بين الذكور أمر طبيعي فهو مكاني وانتمائي لهم هذا من نابع شعوري إنني لا اختلف عنهم فأنا ولد ولم أكن علي وعي أن أفكر ان أجسامنا تختلف " الاختلاف البيولوجي " حتى في مشاجرات الطفولة فكنت أشارك الأولاد فيها  إلي جانب حب كرة القدم والعاب الأولاد ... 
كنت دائم الذهاب إلي جدتي حتى يتسنى لي اللعب مع أولاد العائلة كنت طفل بريء لا أعي تفكير الكبار وما يحمله من معاني تسيء للطفولة فأنا ولد مسجون في جسد بنت .. أتذكر حينما أمنعتني أسرتي من الذهاب لمنزل جدتي بسبب لعبي مع الأولاد ورفضي الاحتكاك بالبنات وهذا الضرب الذي ترك اثر في جسدي فممارسه العنف والضغط كانت بالكثير من الأساليب ولان جسدي جسد فتاه لا يتحمل العنف لكن لطالما كنت أناقش برجولتي المسجونة بداخلي فجسدي يتألم بكثير من العلامات بين الكي واثر الضرب بآلات حادة وهذه الطفولة جعلتني انعزل عن الحياة الاجتماعية 
وذهبت إلي المدرسة والحياة الدراسية فلا يوجد مفر من ذلك وكنت كثير التغيب عن الدراسة فأنا لا أريد أن اذهب واختلط بجسد لا يمثلني وقد حاولت كثيراً الانتحار ولكنها محاولات مع الأسف فاشلة ومرت الأيام ثقيلة استشعر منها بالمرارة والقهر والوحدة وقد أكملت دراستي مع ضغط نفسي وعصبي لا يحتمل لكن وفقت في ذلك رغم حالة الانعزال واليأس من وضعي 
ف لـكم أن تتخيلوا شخص يعاني انفصام حاد بين جسده وعقله ومطالب منه حياه طبيعيه دراسة واحتكاك بمجتمع يرفض كل مختلف حين استرجع تلك الأيام بذاكرتي أتذكر أن من شدة الضغط النفسي الذي كنت اشعر به أيام دراستي في المرحلة الجامعية كنت لا استطيع حضور المحاضرات وأتجنب الذهاب للجامعة وتلك التساؤلات التي تأتيني بشكل مستمر والسؤال المتكرر
 لما أنا أبدو هكذا ؟!!! ولما أفضل ملابس تختلف عن نوعي في الهوية الشخصية ؟؟!!! ولما تصرفاتي تصرفات شاب وليس فتاه ؟!! ولما ولما ............................... العديد من الأسئلة التي لم استطيع حينها الإجابة عنها 
فبرغم أنني لم أداوم علي أخر سنتين في دراستي إلا إنني نجحت واستطعت أن احصل علي البكالوريوس وبدأت مرحله اكبر من المعاناة كيف لي أن أجد عمل ؟ وأنا بهذا الشكل كيف أجد من يتفهم إنني لم اختار أن أكون هكذا كيف أجد من يتفهم أن من حقي الحياة من حقي أن أحيا كأي مواطن في بلده 
وبدأت البحث عن ما أنا عليه وما هو هذا المرض الذي يجعلني ارفض جسدي ولا استطيع تقبله ولا التعايش معه وبالمصادفة عرفت انه مرض اضطراب الهوية الجنسية وان هذا المرض لا تكفله الدولة في العلاج وان المؤسسات الدينية لا تعترف به وتعتبرنا شواذ نستحق القتل فنحن في نظر رجال الدين ملعونون من الله أما الأطباء فجزء كبير منهم يعتبرون هذا ليس بمرض وأننا مع أسوء الأحوال لابد أن نعيش في أجسامنا بلا حياه وجزء يرفضنا تماماً وهؤلاء هم أهل العلم 
لكني كنت أحاول جاهداً في إيجاد عمل لأجمع المال من أجل أجراء العمليات الجراحية فقد علمت أنها مكلفه كثيراً ولكن كيف اجمع تكاليف العمليات
هنا بدأت أن أصارح بعض من أسرتي وهم في حكم الأخوة منهم من كان رده قاسي جدا بأن أتعايش في جسدي وحين حاولت توضيح ما أنا عليه وأنني فشلت في التعايش وتقبل جسدي وان الحل في إجراء جراحه تصحيح قال أن الدين يحرم وإنني بهذا افعل ما ينهي عنه الله وان العائلة لن تتقبل وسيكون هذا عار عليهم 
وها أنا منبوذ في بلدي ولا يحق لي العمل ولا أجد من يشعر أنني إنسان كل مشكلته انه يريد أن يحيا حياه طبيعيه
اكبر معاناة عندما كنت أرافق والدتي في رحلة مرضها فهي كانت مريضة سرطان كنت اتألم لألمها ولآلمي فلم أجد رحمه حتي من الدكاترة ف بداخل معهد الأورام كانت معاناتي اكبر من المرضي فالكثير من الاطباء كانوا يتسألون لما هكذا شكلي وكنت أجد من التمريض ضحكات السخرية والاستهزاء
وكانت صدمتي الكبرى حين محاولة التحرش بي من طبيب أورام ولان خلف ملاك الرحمة كان طبيب يستلذ بالسادية وتخيل إني شخص سادي طلب مني مراراً وتكراراً أن التقية في مقابلات خاصة ورفضت ولكن كان لابد أن أتعامل معه لأنه المسئول عن علاج والدتي وعن صرف المسكنات وتأخر بسبب رفضي العلاج وصرف الأدوية إلي أن توفت رحمها الله وظل السبب في تأخر علاج والدتي سراً يعذبني حين أتذكره 
ف مرضي حكم علي بالموت وعلي أحب الناس لقلبي 
لا أخفيكم امراً فكرت كثيراً في أن اشتكيه ولان لا قانون عادل في بلدي ولأنه طبيب بل هو من كبار الأطباء ولان الكثير يراني بعين الخطأ ويظنون أن بإمكاني أتغير تألمت بصمت
أما عن واقع الشارع المصري مؤلم بما تحمله الكلمة من معني فكثيراً ما كنت أتعرض لمضايقات وكلمات جارحه فأصبح من الطبيعي عند الخروج من المنزل أن أجد من يستوقفني ويسأل بكل وقاحة أنت شاب أم فتاه ؟؟  أو أن يتسألوا المارة فيما بينهم عن ما هذا الكائن أهو رجل أم امرأة إلي غيرها من بذاءات ( يا شاذ / يا واد يا بنت ......)
ولم ينتهي الأمر إلي هذا وصل التطاول إلي مشاجرات باليد والسلاح الأبيض علي الرغم من إنني شخص مسالم جداً لكن أنا ضحية جهل مجتمع بمرض اضطراب الهوية الجنسية فأنا في نظر الجميع شخص لا يستحق الحياة
فالعمر يمر بدون أمل في انتظار قرار اعتراف بمرضنا وبنا وأننا أشخاص نستحق الحياة ثم الاعتراف من رجال الدين أن هذا مرض والتصحيح الجنسي علاج ثم قرار من الدولة العلاج علي نفقة الدولة لان تكلفه العمليات باهظة ثم أخيراً وأولا تفهم المجتمع والشارع المصري والأهل أننا نتعذب حتى نحصل علي حقنا الطبيعي في الحياة
فالجميع حولنا يحب ويرتبط ويتزوج وينجب ويعمل ويترقي في العمل وإن مرض يحصل علي حقه في العلاج كمواطن ونحن كما نحن تمر السنين علينا والوطن ينسانا فلا وطن لنا ولا أهل ولا علاج ولا أسره ولا من يرحمنا ..

ناشط  حقوقي ومدافع عن حقوق المتحولين جنسياً في مصر

هناك تعليقان (2):

  1. معانأتك مثل معانأتي مع اختلاف الجسد فأنت FTM و أنا MTF لم أعد انتظر أي شيء من هذه الحياة .الله يعوضنا خير من هذه الحياة .

    ردحذف
    الردود
    1. صحيح المعاناه نفسها سواء للمتحول او المتحوله في ظل عدم التوعيه ونشر الافكار المغلوطه عن اضطراب الهويه الجنسيه . اتمنالك من قلبي التوفيق وانك لا تيأسي واسعى للعلاج لا تستسلمي

      حذف